قََََصَصُ الأنْبِیَاءِ
للإمام ابن الحافظ ابن كثیر
ذكر مولد إسماعیل علیه السلام مِنْ ھاجر
قال أھل الكتاب : إن إبراھیم علیه السلام سأل الله ذرية طیبة، وان الله
بشَّره بذلك، وأنه لما كان لإبراھیم ببلاد المقدس عشرون سنة، قالت سارة
لإبراھیم علیه السلام، إن الرب قد حرمني الولد، فادخل على أمتي ھذه،
لعل الله يرزقني منھا ولداً.
فلما وھبتھا له دخل بھا إبراھیم علیه السلام، فحین دخل بھا حملت
منه، قالو ا: فلما حملت ارتفعت نفسھا، وتعاظمت على سیدتھا، فغارت منھا
سارة، فشكت ذلك إلى إبراھیم، فقال : لھا افعلي بھا ما شئت، ف خافت
ھاجر فھربت، فنزلت عند عین ھناك، فقال لھا ملك من الملائكة، لا تخافي
فإنَّ الله جاعلٌ من ھذا الغلام الذي حملت خیراً، وأمرھا بالرجوع، وبشَّرھا
أنھا ستلد ابناً، وتسمیة إسماعیل، ويكون وحش الناس، يده على الكل ويد
الكل به، ويملك جمیع بلاد اخوته، فشكرت الله عز وجل على ذلك.
وھذه البشارة إنما انطبقت على ولده محمد صلوات الله وسلامه علیه،
فإنه الذي به سادت العرب، وملكت جمیع البلاد غرباً وشرقاً، وأتاھا الله من
العلم النافع والعمل الصالح ما لم تُؤْتَ أُمّةٌ من الأمم قبلھم، وما ذاك إلا
بشرف رسولھا على سائر الرسل، وبر كة رسالته ويمن بشارته وكماله فیما
جاء به، وعموم بعثته لجمیع أھل الأرض.
ولما رجعت ھاجر وضعت إسماعیل علیه السلام.
قالوا: وولدته ولإبراھیم من العمر ست وثمانون سنة، قبل مولد إسحاق
بثلاث عشرة سنة.
ولما ولد إسماعیل أوحى الله إلى إبراھیم يبشره بإسحاق من سارة،
فخر لله ساجداً، وقال له وقد استجبت لك في إسماعیل وباركت علیه وكثرته
ويمنته جداً كثیراً، ويولد له اثنا عشر عظیماً. وأجعله رئیساً لشعب عظیم.
وھذه أيضاً بشارة بھذه الأمة العظیمة، وھؤلاء الاثنا عشر عظیماً ھم
الخلفاء الراشدون الاثنا عشر المبشر بھم في حديث عبد الملك بن عمیر عن
جابر بن سمرة عن النبي صلى الله علیه وسلم قال"يكون اثنا عشر أمیراً" ثم
قال كلمة لم أفھمھا، فسألت أبي ما قال؟ قال : "كلھم من قريش " أخرجاه
في "الصحیحین".
وفي رواية "لا يزال ھذا الأمر قائم اً" وفي رواية (عزيزاً حتى يكون اثنا
عشر خلیفة كلھم من قريش).
فھؤلاء منھم الأئمة الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي . ومنھم عمر بن
عبد العزيز أيض اً. ومنھم بعض بني العباس ولیس المراد أنھم يكونون اثني
عشر نسقاً بل لا بد من وجودھم.
ولیس المراد الأئمة الأثني عشر الذين يعتقد فیھم الرافضة الذين أولھم
علي بن أبي طالب وأخرھم المنتظر بسرداب سامرّا وھو مُحَمْد بن الحسن
العسكري فیما يزعمون، فإن أولئك لم يكن فیھم أنفع من علي وابنه الحسن
بن علي، حین ترك القتال وسلم الأمر لمعاوية، وأخمد نار الفتنة، وسكن
رحى الحرب بین المسلمین، والباقون من جملة الرعايا لم يكن لھم حكم
على الأمة في أمر من الأمور . وأما ما يعتقدونه بسرداب سامرا فذلك ھوَسٌ
في الرؤوس، وھذيان في النفوس لا حقیقة له ولا عین ولا أثر.
والمقصود أن ھاجر علیھا السلام لما ولد لھا إسماعیل واشتدت غیرة
سارة منھا، وطلبت من الخلیل أن يغیب وجھھا عنھا، فذھب بھا وبولدھا
فسارَ بھما حتى وضعھما حیث مكة الیوم.
ويقال إنَّ ولدھا كان إذ ذاك رضیعاً.
فلما تركھما ھناك وولّى ظھره عنھما، قامت إلیه ھاجر وتعلقت بثیابه
وقالت: يا إبراھیم أين تذھب وتدعنا ھاھنا، ولیس معنا ما يكفینا؟ فلم يجبھا،
فلما ألحت علیه وھو لا يجیبھا، قالت له : آلله أمرك بھذا؟ قال: نعم، قالت فإذاً
لا يضیّعنا.
وقد ذكر الشیخ أبو مُحَمْد بن أبي زيد رحمه الله في كتاب النوادر : أن
سارة غضبت على ھاجر، فحلفت لتقطعن ثلاثة أعضاء منھا، فأمرھا الخلیل
أن تثقب أذنیھا، وأن تخفضَھا فتبر قسمَھا.
قال السھیلي : فكانت أول من اختتن من النساء، وأول من ثقبت أذنھ ا
منھن، وأول من طوّلت ذيلھا.
اتريا ردودكم اللي تشرح البال
ولاتنسونا من دعاويكم الطيبة
:راعي الفتك
موضوع: ذكر مولد اسماعيل عليه السلام من هاجر 
السبت مارس 21, 2009 2:45 pm