منتديات شبــاب الامــارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شبــاب الامــارات

يحتوي على جميع مايحبه الاعضاء
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة قارون مع موسى عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
راعي الفتك

راعي الفتك


عدد المساهمات : 167
نقاط : 345
تاريخ التسجيل : 19/03/2009
العمر : 37
الموقع : بوظبي

قصة قارون مع موسى عليه  السلام Empty
مُساهمةموضوع: قصة قارون مع موسى عليه السلام   قصة قارون مع موسى عليه  السلام I_icon_minitimeالسبت مارس 21, 2009 2:52 pm

قََصَصُ الأنْبِیَاءِ
للإمام ابن الحافظ ابن كثیر
قصة قارون مع موسى علیه السلام
قال الأعمش عن المنھال بن عمرو، عن سعید بن جبیر، عن ابن
عباس قال: كان قارون ابن عم موسى، وكذا قال إبراھیم النخعي وعبد الله
بن الحارث بن نوفل، وسِماك بن حرب وقتادة ومالك ابن دينار وابن جريج
وزاد فقال : ھو قارون بن يصھب بن قاھث، وموسى بن عمران بن قاھث .
قال ابن جرير وھذا قول أكثر أھل العلم : أنه كان ابن عم موسى، وردَّ قوله
ابن إسحاق إنه كان عم موسى . وقال قتادة : وكان يسمى المنّور لحسن
صوته بالتوراة، ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري، فأھلكه البغي
لكثرة ماله . وقال شھر بن حوشب : زاد في ثیابه شبراً طولاً ترفعاً على
قومه.
وقد ذكر الله تعالى كثرة كنوزه؛ حتى إن مفاتحه كان يثقل حملھا على
الفنام من الرجال الشداد، وقد قیل إنھا كانت من الجلود وإنھا كانت تحمل
على ستین بغلاً، فالله أعلم.
وقد وعظه النصحاء من قومه قائلین : {لا تَفْرَح } أي لا تبطر بما أعطی ت
وتفخر على غیرك، {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِینَ، وَابْتَغِ فِیمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ
الآخِرَةَ} يقولون: لتكن ھمتك مصروفة لتحصل ثواب الله في الدار الآخرة،
فإنه خیر وأبقى، ومع ھذا {وَلا تَنسَ نَصِیبَكَ مِنْ الدُّنْیَ ا} أي وتناول منھا
بمالك ما احل الله لك، فتمتع لنفسك بالملاذ الطیبة الحلال، {وَأَحْسِنْ كَمَا
أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَیْكَ} أي وأحسن إلى خلق الله كما أحسن الله خالقھم
وبارئھم إلیك {وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْ ضِ} أي ولا تسيء إلیھم ولا تفسد
فیھم، فتقابلھم ضدَّ ما أمرت فیھم فیعاقبك و يسلبك ما وھبك، {إِنَّ اللَّهَ لا
يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
فما كان جواب قومه لھذه النصیحة الصحیحة الفصیحة إلا أن {قَالَ إِنَّمَا
أُوتِیتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي } يعني أنا لا أحتاج إلى استماع ما ذكرتم، ولا إلى
ما إلیه أشرتم، فإن الله إنما أعطاني ھذا لعلمه أني أستحقه، وأني أھلٌ
له، ولولا أني حبیب إلیه وحظي عنده لما أعطاني ما أعطاني.
قال الله تعالى رداً علیه فیما ذھب إلیه : {أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَھْلَكَ
مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ ھُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَل عَنْ ذُنُوبِھِمْ
الْمُجْرِمُونَ} أي قد أھلكنا من الأمم الماضین بذنوبھم وخطاياھم من ھو
أشد من قارون قوة وأكثر أموالاً وأولاداً؛ فلو كان ما قال صحیحاً لم نعاقب
أحداً من كان أكثر مالاً منه، ولم يكن ماله دلیلاً على محبتنا له واعتنائنا
به، كما قال تعالى : {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا
مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِح اً} وقال تعالى: {أَيَحْسَبُونَ إنَّمَا نُمِدُّھُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ
وَبَنِینَ، نُسَارِعُ لَھُمْ فِي الْخَیْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُو نَ} وھذا ھو الرد عل یه يدل
على صحة ما ذھبنا إلیه من معنى قوله: {إِنَّمَا أُوتِیتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي}.
وأما من زعم أن المراد من ذلك أنه كان يعرف صنعة الكیمیاء . أو أنه
كان يحفظ الاسم الأعظم فاستعمله في جمع الأموال، فلیس بصحیح؛ لأن
الكیمیاء تخییل وصنعة، لا تحیل الحقائق، ولا تشابه صنعة الخالق . والاسم
الأعظم لا يصعد الدعاء به من كافر به، وقارون كان كافراً في الباطن منافقاً
في الظاھر . ثم لا يصح جوابه لھم بھذا على ھذا التقدير . ولا يبقى بین
الكلامین تلازم، وقد وضحنا ھذا في كتابنا التفسیر، ولله الحمد.
قال الله تعالى : {فَخَرَجَ عَ لَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِ هِ} ذكر كثیر من المفسرين
أنه خرج في تجمل عظیم؛ من ملابس ومراكب وخدم وحشم . فلما رآه من
يعظم زھرة الحیاة الدنیا تمنوا أن لو كانوا مثله، وغبطوه بما علیه وله، فلما
سمع مقالتھم العلماء، ذوو الفھم الصحیح الزھاد الألباء، قالوا لھم : {وَيْلَكُمْ
ثَوَابُ اللَّهِ خَیْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِح اً} أي ثواب الله في الدار الآخرة خیر
وأبقى وأجل وأعلى . قال الله تعالى : {وَلا يُلَقَّاھَا إِلاَّ الصَّابِرُو نَ}. أي وما
يلقى ھذه النصیحة وھذه المقالة، وھذه الھمة السامیة إلى الدار الآخرة
العلیة، عند النظر إلى زھرة ھذه الدنیا الدنیة إلا من ھدى الله قلبه وثبت
فؤاده، وأيد لبَّهُ وحقق مراده.
وما أحسن ما قال بعض السلف : إن الله يحب البصر النافذ عند ورود
الشبھات، والعقل الكامل عند حلول الشھوات!.
قال الله تعالى : {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا ك انَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ
مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ}.
لما ذكر تعالى خروجه في زينته واختیاله فیھا، وفخره على قومه بھا
قال: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْ ضَ} كما روى البخاري من حديث الزھري عن
سالم عن أبیه عن النبي صلى الله علیه وسلم قال: "بیَنْا رجل يجر إزاره إذ
خسف به فھو يتجلجل في الأرض إلى يوم القیامة".
ثم رواه البخاري من حديث جرير بن زيد، عن سالم، عن أبي ھريرة
عن النبي صلى الله علیه وسلم نحوه . وقد ذكر عن ابن عباس والسدي :
أن قارون أعطى امرأة بغیاً مالاً على أن تقول لموسى علیه السلام وھو
في ملأ من الناس : إنك فعلت بي كذا وكذا، فیقال إنھا قالت له ذلك،
فأرعد من الفرق وصلى ركعتین، ثم أقبل علیھ ا فاستحلفھا من ذلك على
ذلك، وما حملت علیه، فذكرت أن قارون ھو الذي حملھا على ذلك .
واستغفرت الله وتابت إلیه. فعند ذلك خرَّ موسى لله ساجداً، ودعا الله على
قارون. فأوحى الله إلیه : إني قد أمرت الأرض أن تطیعك فیه، فأمر موسى
الأرض أن تبتلعه وداره، فكان ذلك، والله أعلم.
وقد قیل : إن قارون لما خرج على قومه في زينته مرَّ بجحفله وبغاله
وملابسه على مجلس موسى علیه السلام، وھو يذكِّر قومه بأيام الله .
فلما رآه الناس انصرفت وجوه كثیر منھم ينظرون إلیه، فدعاه موسى علیه
السلام فقال له: ما حملك على ھذا؟ فقال: يا موسى أما لئن كنت فُضِّلت
عليّ بالنبوة، فقد فُضِّلتُ علیك بالمال، ولئن شئت لتخرجن فلتدعون عليّ
ولأدعون علیك.
فخرج موسى وخرج قارون في قومه، فقال له م وسى : تدعو أو أدعو
أنا؟ قال : أدعو أنا، فدعا قارون فلم يجب له في موسى، فقال موسى :
أدعو؟ قال : نعم. فقال موسى اللھم مُر الأرض فلتطعني الیوم، فأوحى الله
إلیه إني قد فعلت . فقال موسى : يا أرض خذيھم . فأخذتھم إلى أقدامھم،
ثم قال : خذيھم، فأخذتھم إلى ركبھم، ثم إلى من اكبھم. ثم قال : أقبلي
بكنوزھم وأموالھم، فأقبلت بھا حتى نظروا إلیھا، ثم أشار موسى بیده
فقال: اذھبوا بني لاوى فاستوت بھم الأرض.
وقد روي عن قتادة أنه قال : يخسف بھم كل يوم قامة إلى يوم
القیامة. وعن ابن عباس أنه قال: خسف بھم إلى الأرض السابعة. وقد ذكر
كثیر من الم فسرين ھاھنا إسرائیلیات كثیرة، أضربنا عنھا صفحاً وتركناھا
قصداً.
وقوله تعالى : {فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ
المُنْتَصِرِينَ} لم يكن له ناصر من نفسه ولا من غیره كما قال : {فَمَا لَهُ مِنْ
قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ}.
ولما حل به ما حل من الخسف وذھاب الأموال وخراب الدار وإھلاك
النفس والأھل والعقار، ندم من كان تمنى مثل ما أوتي، وشكروا الله
تعالى الذي يدبر عباده بما يشاء من حسن التدبیر المخزون، ولھذا قالو ا: {
لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَیْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّه لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} وقد تكلمنا على
لفظ ويكأن في التفسیر وقد قال قتادة : ويكأن بمعنى ألم تر أن . وھذا قول
حسن من حیث المعنى، والله أعلم.
ثم أخبر تعالى أن {الدَّارُ الآخِرَةُ} وھي دار القرار، وھي الدار التي يغبط
من أعطیھا ويعزَّى من حرمھا إنما ھي معدة {لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي
الأَرْضِ وَلا فَسَاد اً}. فالعلو ھو التكبر والفخر والأشر والبطر . والفساد ھو
عمل المعاصي اللازمة والمتعدية، من أخذ أموال الناس وإفساد معايشھم،
والإساءة إلیھم وعدم النصح لھم.
ثم قال تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ}.
وقصة قارون ھذه قد تكون قبل خروجھم من مصر، لقوله : {فَخَسَفْنَا بِهِ
وَبِدَارِهِ الأَرْ ضَ}. فإن الدار ظاھرة في البنیان، وقد تكون بعد ذلك في التیه،
وتكون الدار عبارة عن المحلة التي تضرب فیھا الخیام؛ كما قال عنترة:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي ** ** ** وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
والله أعلم.
وقد ذكر الله تعالى مذمة قارون في غیر ما آية من القرآن، قال الله،
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِینٍ، إِلَى فِرْعَوْنَ وَھَامَانَ وَقَارُونَ
فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}.
وقال تعالى في سورة العنكبوت بعد ذكر عاد وثمود : {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ
وَھَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَھُمْ مُوسَى بِالْبَیِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا
سَابِقِینَ، فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْھُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَیْهِ حَاصِباً وَمِنْھُمْ مَنْ أَخَذَتْه الصَّیْحَةُ وَمِنْھُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْھُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ
لِیَظْلِمَھُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَھُمْ يَظْلِمُونَ}.
فالذي خسف به الأرض قارون كما تقدم، والذي أغرق فرعون وھامان
وجنودھما إنھم كانوا خاطئین.
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سعید، حدثنا كعب
بن علقمة، عن عیسى بن ھلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو، عن
النبي صلى الله علیه وسلم أنه ذكر الصلاة يوماً فقال : "من حافظ علیھا
كانت له نوراً وبرھاناً ونجاة يوم القیامة، ومن لم يحافظ علیھا لم يكن له نور
ولا برھان ولا نجاة، وكان يوم القیامة مع قارون وفرعون وھامان وأبي بن
خلف".
تفرد به أحمد رحمه الله.

ماوصيكم بكثرة الردود
ولاتحرمونا من دعائكم


:راعي الفتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة قارون مع موسى عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة قارون مع موسى عليه السلام
» اب ذكر جماعة انبياء بني اسرائيل بعد موسى عليه السلام
» ذكر مولد اسماعيل عليه السلام من هاجر
» الرسول صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
» خوف الرسول محمدصلى الله عليه وسلم من الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شبــاب الامــارات :: قصص الانبياء-
انتقل الى: